الرجل ما له من جمال الصفة و الخلقة و الاعتدال ، فنقول : أن يكون معتدل القامة ، و ليس طويل عوج ، و لا قصيرحجيج ، و لا رقيق سبج ، و لا غليظ أخرج ، مربوع القامة، معتدل الشكل و البهاء ، كامل الخلقة بأحسانها ، فمن كانت فيه هذه الاوصاف التى يأتى ذكرها فأنه يكون ذو قدر و علو رفعة ، و أن يكون جعد الشعر ، و سلب الوجه ، و اللحية الكثيفة ، و الحاجين و الرقفين و تهدب الاشفار فى العينين مطوقة بهم اى بالاشفار ، و كذلك بياض الاسنان متغزلن بالثغر الجميل ، مدور رؤوس البنان ، معتدل فى القيام على النهاية ، و كذلك ان يكون مسلوبا عنقه و ذقنه و اغصانه أى اعضائه كاليدين و الرجلين و يكون رقيق الفخود مستويا ابيض و يكون فيه حمرة الخدين فهذا كمال الرجال فى الحسن و الخلقة .
و الان الى زينة الرجال عند النساء ، و ما يليق بهم من المروءة و الهيئة كالصبر و الجود و الشجاعة و أنواع الخصال الحميدة كلها مما يفتخر به الرجال و الذكور عامة ، أما زينة الرجال على النساء و مما يحبب النساء فى الرجال مسائل عدة و هى :
أولها : أن يكون ذكره طويل كثير المنى و كثير الجماع و كثرة الجماع ضرورة للذكور و محبة للنساء .
الثانى : من يعسرج فى مشيه أى خطوته فإنه تعشقه النساء على تلك الهيئة .
الثالث : من يكون مولعاً باللباس الجميل من الثياب و البساطة و الهيئة النظيفة ، فأن كل هذا من خصال الرجال و ما يليق بهم .
الرابع : أن يكون ذا فرح و سرور و أن لا يكون ذا هم و هموم مغموما مغموسا سواء فى الخير او فى الشر، لان الهم و الغم يورث القلب النكودة ، و ذلك كله من علامات الاتقياء و ألا يكون صاحب قذارة و شعث، لان ذلك من علامات اهل النار .
ثم يجب ان يكون متيقنا فى كل شئ فرح فى كل شئ ، ذو شجاعة فى كل شئ ، و يجود اذا اجيد ، يسعد به اهله عند رؤيته و يوصف بالخير لمن يراه ، تشتهيه الانفس و تلذ به الاعين و تطيب به الخواطر و تعتقد فيه الناس الخير و الاحسان .
هذا ما يليق بالرجال من حسن الخصال و الفعال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق